الحاسة السادسة أصبحت ممكنة بالعلممجرد النظر إلى كم الأبحاث والدراسات والتجارب التي تدور في العالم حول مستقبل التكنولوجيا والاندماج بين تخصصاتها المختلفة ، سيعطيك انطباعاً أن المستحيل ممكن جداً في العلم ، وأننا كشعوب نامية في اختبار صعب للحاق بهذا السباق الرهيب الذي توزع جوائزه حسب مستوى المشاركة فيه.
أحدث تلك الدراسات والتي حظت بتغطية علمية وإعلامية واسعة مؤخراً ، كانت حول أداة جديدة أطلق عليها مبتكروها اسم الحاسة السادسة ، وهي تقوم على فكرة ابتكار الحاسة السادسة للإنسان بشكل رقمي لتساعده على معرفة واكتشاف ما لا يمكن لحواسه الخمس العادية معرفته أو اكتشافه.
فالإنسان الطبيعي يستخدم حواسه الخمس ليحصل على المعلومات عن كل ما حوله في العالم ، ولكن آنية الحصول على تلك المعلومات أصبحت هي التحدي.
إذ كيف يمكنك عن طريق الحواس الخمس معرفة معلومة في التو واللحظة تحتاج لمعرفتها أن تتصل بأحدهم أو تذهب لمكان ما بنفسك أو أن تدخل على شبكة الإنترنت أو تزور إحدى المكتبات ، كيف توفر كل هذا لتعرف كل ما يأتي إلى خيال في غمضة عين؟ هل هو حلم؟ يبدو أنه لم يعد كذلك.
فالعالم انتقل اليوم في مرحلة الربط بين مليارات البيانات والمعلومات الموجود على المواقع بشكل ذكي قد يخلق طفرة غير مسبوقة في تاريخ المعرفة البشرية ، وأداة "الحاسة السادسة"
هي أحد المشاريع التي استلهمت تلك الفكرة.
لكن الباحث الهندي "براناف ميستري" في معهد ماساشوستس الأمريكي للتكنولوجيا ابتكر الأداة الإليكترونية المحمولة والتي أطلق عليها اسم "الحاسة السادسة" ، والتي تتكون من عدة أجهزة إلكترونية شائعة نستخدمها جميعاً كل يوم ، يمكنها بالعمل معاً للاستفادة من البيانات والمعلومات على شبكة الإنترنت ومواقع الويب في كل تفاصيل الحياة اليومية.
الأداة يمكنها تحويل أي سطح مثل الحوائط والأجسام وقطع الأثاث وأي شيء مشابه إلى شاشة تفاعلية فورية تعمل باللمس ، كأنها شاشة كمبيوتر يتم التحكم بها عن طريق إشارات بسيطة لليد ، لتعرض لك بيانات ومعلومات خاصة بالشيء الذي تحتاجه ومن ثم يمكنك إخفاء هذه الشاشة وكأن لم تكن ، وكأنه جني مصباح علاء الدين!!.
الأداة تتكون من كاميرا ويب (مثل التي تستخدم في الدردشة) ، عارض للصور (بروجكتور) يعمل بالبطاريات ، وتليفون محمول مركبين سوياً بحيث يمكن ارتدائهم على الرقبة مثل سلسلة ، ولا تتعدى قيمة تلك الأجهزة مجتمعة 350 دولار أمريكي.
تثبت في أصابع الإبهام والسبابة في كلتا اليدين أربعة قطع بلاستيك صغيرة لتساعد الكاميرا على تمييز حركة اليدين ومن ثم يمكن لليدين التفاعل مع الصور والبيانات والمعلومات المختلفة والرسم على الهواء. الإشارات من الكاميرا والبروجكتور تتناوب على التليفون المحمول الموصول أساساً بالإنترنت طوال الوقت.
"الحاسة السادسة" يمكنها تمييز البضائع الموجودة على رفوف السوبر ماركت ، بحيث تسترجع وتعرض معلومات عن المنتج أو تظهر علامات معينة لتخبرك إن كان المنتج يناسب ذوقك أم لا. فيمكنك بالإشارة إلى كيس مكرونة معرفة إن كانت هذه المكرونة مصنوعة من مواد آمنة وغيرها من المعلومات بمجرد الإشارة عليها بإصبعك ليتحول كيس المكرونة إلى شاشة تحمل ما تريد من المعلومات.
لو احتجت معرفة كم الساعة الآن ، فكل ما عليك هو رسم ساعة على يديك لتجدها تعمل حالاً.
يمكنك أيضاً بالنظر إلى تذكرة الطائرة في أية لحظة أن تعرف إن كانت الطائرة ستقلع في موعدها أم ستتأخر.
في المكتبة يمكنك أن تعرف كل ما تريد عن أية كلمة في أي كتاب حالاً ، فقط أشر إلى الكلمة التي تحتاج لمعلومات إضافية عنها وشاهد كل ما تريد على نفس الصفحة.
في جريدتك اليومية يمكن للأداة تمييز مواضيع المقالات الموجودة بها ، واسترجاع أحدث المقالات وملفات الفيديو المتعلقة بالمقال أو بالخبر من الإنترنت وعرضها لك عن طريق البروجكتور على نفس الصفحة التي تقرأ فيها المقال.
حتى يديك يمكنك استخدامهما ليتحولاً إلى تليفون محمول أو آلة حاسبة أو غيرها من الأدوات.
أما أطرف تطبيقات أداة الحاسة السادسة فهي أن تقابل شخصاً لا تعرفه لأول مرة فتقوم الكاميرا بالتقاط صورة لوجهه والتعرف عليه وإظهار بيانات خاصة به على ملابسه ليمكنك التعرف على اسمه ووظيفته وغيرها من البيانات.